«نبض الخليج»
أطلقت وزارة الصحة السورية نداء استغاثة إنسانياً عاجلاً لتوفير أدوية السرطان، محذّرة من أزمة تهدد حياة آلاف المرضى في مختلف أنحاء البلاد.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة اليوم الأربعاء تحت عنوان: “نداء إنساني عاجل: أزمة حادة في توافر أدوية السرطان في سوريا وتأثيرها على مرضى الأورام”، بمشاركة عدد من المسؤولين الصحيين.
وفي كلمته خلال المؤتمر، وصف مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة، زهير قراط، الوضع الراهن بأنه “لحظة فارقة”، وواحدة من أهم وأصعب التحديات التي تواجه القطاع الصحي في سوريا، مؤكداً أن نقص أدوية السرطان بات أزمة صحية وإنسانية حقيقية، تطال فئة من أكثر الفئات هشاشة في المجتمع.
وأكد قراط أن المؤتمر ليس اجتماعاً فنياً بقدر ما هو نداء إنساني عاجل موجه إلى الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسف، والاتحاد الأوروبي، والدول الصديقة، والصناديق الإنسانية، والمنظمات غير الحكومية، داعياً إلى تحرك فوري لتأمين الأدوية المنقذة للحياة.
وفي سياق متصل، شدد على أن النداء يُطلق باسم المرضى المنتظرين لجرعتهم التالية، وباسم الأهالي العاجزين عن تأمين ثمن الدواء، وكذلك الأطباء الذين يعملون في ظروف شبه معدومة، لافتاً إلى أن “الصحة حق وليست رفاهية”.
وأوضح قراط أن الوزارة لا تطلب المستحيل، بل تدعو إلى توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية، مؤكداً في الوقت ذاته الاستعداد الكامل للتعاون مع أي جهة راغبة في المساعدة، ضمن خطة عمل واضحة تقوم على الشفافية والتنسيق.
الوضع الصحي في سوريا ينذر بكارثة
من جانبه، عبّر رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية للدم والأورام، جميل الدبل، عن قلقه من تدهور الوضع الصحي لمرضى السرطان، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الأدوية النادرة ونقصها الحاد يضاعفان معاناة الأسر السورية التي تعاني أصلاً من الفقر وظروف اقتصادية صعبة.
وأضاف الدبل أن النقص الكبير في أدوية السرطان يهدد بحرمان آلاف المرضى من فرص العلاج الفعّال، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفاة وتفاقم الأعباء النفسية والمالية على العائلات.
واختتم الدبل حديثه بمناشدة وسائل الإعلام المحلية والدولية لتسليط الضوء على هذه الأزمة، كاشفاً أن المتوفر حالياً من أدوية السرطان لا يتجاوز 20% من الحاجة، بينما نفدت كلياً أدوية لأنواع أخرى، ما ينذر بكارثة صحية شاملة تطال جميع الفئات العمرية.
ويعاني مرضى السرطان في سوريا معاناة شديدة نتيجة النقص الحاد في الأدوية الأساسية وارتفاع أسعارها بشكل يفوق قدرة الغالبية على تحمّله. وحتى في الحالات التي تتوفر فيها بعض العلاجات، فإن أسعارها المرتفعة تجعلها خارج متناول المرضى، لا سيما أولئك الذين لا يملكون أي مصدر دخل ثابت أو دعم طبي فعّال.
ويدفع هذا الواقع الصعب الكثيرين إلى التوقف عن العلاج أو اللجوء إلى بدائل أقل فعالية، ما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية وارتفاع معدلات الوفاة، في ظل عدم قدرة الجهات الرسمية على تحسين الوضع الطبي أو توفير الأدوية المنقذة للحياة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية