«نبض الخليج»
أبوظبي في 21 أبريل/ وام/ نظّمت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم ورشة تدريبية متخصصة بعنوان “دور القصص الاجتماعية في تنمية مهارات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد”، ضمن فعاليات الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد، بأبوظبي بهدف تسليط الضوء على فاعلية القصص الاجتماعية كوسيلة تربوية تساعد في تطوير المهارات اليومية والاجتماعية للأطفال المصابين بالتوحد، وتمكينهم من التعامل مع المواقف الحياتية والانفعالات بأسلوب أكثر انتظاماً واتزاناً.
وأوضحت سمر نجاح، أخصائي اضطراب طيف التوحد بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد غالبا ما يتعرضون لنوبات غضب متكررة، نتيجة لصعوبات في التعبير عن الذات أو في إدارة المواقف الاجتماعية، مشيرة إلى أن القصص الاجتماعية المصوّرة تُعد أداة فعالة تُسهم في مساعدة الطفل على فهم البيئة المحيطة، وتمكنه من مواجهة التحديات بأسلوب مبسط ومهاري.
ولفتت إلى أن هؤلاء الأطفال قد يواجهون صعوبات في تنفيذ المهام الحياتية البسيطة، مثل غسل اليدين أو تنظيف الأسنان أو تناول الطعام، وهنا تأتي أهمية القصة الاجتماعية التي تُعرض بتسلسل منطقي يساعد الطفل على تنظيم خطواته، مما يقلل من التوتر ويخفف من احتمالية نوبات الغضب.
ولفتت إلى أن فئة كبيرة من الأطفال المصابين بالتوحد تعاني من صعوبات في التعبير عن المشاعر، وقد يواجه الطفل تساؤلات داخلية مثل: “عندما أغضب، ماذا أفعل؟ هل أصرخ؟ هل أؤذي نفسي أو من حولي؟”. وفي هذا السياق، تلعب القصة الاجتماعية دوراً مهماً في تعليم الطفل طرقاً آمنة للتعبير عن مشاعره، مثل التحدث إلى شخص بالغ، أو مشاركة مشاعره مع صديق، أو استخدام وسائل مهدئة مثل كرة الضغط أو الخروج في نزهة لتفريغ الانفعالات.
وأكدت أيضا على أهمية مساعدة الأطفال في التعبير عن مشاعر الحب، لافتة إلى أن بعض الأطفال المصابين بالتوحد لا يفضلون اللمس الجسدي، بينما يظهر آخرون تعلقاً مفرطاً بأشخاص معينين. وأكدت أن القصص الاجتماعية تساهم في توجيه الطفل لبناء علاقات اجتماعية متوازنة ومرنة، بعيداً عن السلوكيات السلبية أو المبالغ فيها.
وفي جانب آخر، شددت نجاح على أهمية دور أولياء الأمور في اختيار القصص المناسبة لأطفالهم، موضحة أن من أبرز مقومات القصة الجيدة أن تكون رسوماتها بسيطة وواضحة، بخلفيات خالية من التعقيد، وأن تتناول مواضيع واقعية ومألوفة للطفل، نظراً لضعف القدرة على التخيل لدى كثير من الأطفال المصابين بالتوحد، مما يجعل القصص الخيالية أقل فاعلية.
وأكدت أهمية استشارة الأخصائيين في اختيار القصص التي تتناسب مع اهتمامات الطفل، فمثلاً، إذا كان الطفل يهوى الحيوانات، يمكن تقديم قصص تتمحور حولها، أما إذا كان مهتماً بالديناصورات، فيُفضل اختيار قصص تتناول هذا الموضوع، مع تجنب القصص التي لا تثير فضوله أو لا تنسجم مع ميوله الشخصية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية