جدول المحتويات
كتب: مي كمال الدين
في إنجاز طبي غير مسبوق، أعلنت شركة Neuralink، التابعة لرائد الأعمال الشهير إيلون ماسك، عن نجاح أول عملية زرع لشريحة Neuralink داخل دماغ مريض مصاب بمرض العصبون الحركي، المعروف شعبياً بمرض ستيفن هوكينغ. هذا الحدث يمثل قفزة ثورية في عالم التكنولوجيا الطبية والاتصال العصبي، ويفتح أبواب الأمل لملايين المرضى حول العالم.
نجاح أول عملية زرع لشريحة Neuralink
أكد إيلون ماسك عبر منشور له في منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أن شركته نجحت في زرع شريحة Neuralink في دماغ المريض الأمريكي برادفورد سميث، المقيم في ولاية أريزونا، والذي يعاني من مرحلة متقدمة من الشلل التام نتيجة إصابته بمرض العصبون الحركي. وبهذا الإنجاز، أصبح سميث ثالث شخص في العالم يحصل على هذه الزراعة الثورية، لكنه يتميز بكونه أول مريض مصاب بمرض العصبون الحركي وأول مستخدم غير قادر على الكلام يستفيد من الشريحة الجديدة.
تفاصيل حالة برادفورد سميث الصحية
يعاني برادفورد سميث من شلل شبه كامل، حيث فقد القدرة على تحريك جسده باستثناء السيطرة الجزئية على زوايا فمه وحركة عينيه. كما يعتمد بشكل كلي على أجهزة التنفس الصناعي للحفاظ على حياته، مما يجعل من تواصله مع العالم الخارجي تحدياً هائلًا. ومع ذلك، بفضل شريحة Neuralink، أصبح بإمكانه الآن التفاعل مع جهاز الكمبيوتر مباشرة عبر الإشارات العصبية، حيث يقوم بكتابة النصوص التي يتم تحويلها لاحقاً إلى صوت منطوق.
التواصل الأول عبر الشريحة
في خطوة تعكس الإمكانيات الحقيقية لهذه التكنولوجيا الثورية، استخدم برادفورد سميث شريحة Neuralink للتواصل مع العالم الخارجي، معلناً عبر منشور على منصة “إكس” عن نجاح تجربته، مشيراً إلى فخره بكونه أول مريض بمرض العصبون الحركي يستخدم هذا الابتكار. وقد دعا إيلون ماسك جميع المتابعين لطرح أسئلتهم على سميث، مما ساهم في فتح باب حوار تفاعلي مباشر بينه وبين الجمهور.
تحديات الحياة اليومية للمريض
برغم التحسن النوعي في قدرته على التواصل، ما زالت تحديات الحياة اليومية قائمة بالنسبة لبرادفورد سميث. ففي تصريحاته عبر الشبكات الاجتماعية، وصف سميث كيف أن مرضه أفقده القدرة على القيام بأي حركة إرادية تقريباً، معتمداً على فريق طبي متخصص وأجهزة دعم الحياة بشكل دائم. ورغم هذه الصعوبات، أبدى المريض تفاؤله الكبير بما تحمله تكنولوجيا شريحة Neuralink من إمكانيات لتحسين جودة حياته.
لمحة عن مرض العصبون الحركي
مرض العصبون الحركي، أو التصلب الجانبي الضموري، هو حالة عصبية نادرة تصيب الخلايا العصبية المسؤولة عن الحركة الإرادية في الجسم. مع تطور المرض، يفقد المرضى تدريجياً القدرة على التحكم في عضلاتهم، مما يؤدي إلى الشلل الكامل بمرور الوقت. حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض. ويُعد الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ، الذي توفي عام 2018، من أبرز الشخصيات العامة التي عاشت مع هذا المرض لفترة طويلة متحديًا تحدياته القاسية.
دور Neuralink في تطوير التكنولوجيا العصبية
تأسست شركة Neuralink بهدف ابتكار وسائل لدمج العقل البشري بالتكنولوجيا، عبر تطوير شرائح دقيقة تزرع في الدماغ لتمكين الأشخاص من التحكم بالأجهزة الخارجية من خلال التفكير فقط. ورغم التحديات الطبية والتقنية والأخلاقية الهائلة، تستمر الشركة في إحراز تقدم كبير، معززة الآمال بتغيير مستقبل علاج الأمراض العصبية المستعصية، مثل مرض العصبون الحركي.
الأبعاد الأخلاقية والطبية للمشروع
لا تخلو مشاريع مثل شريحة Neuralink من الجدل الواسع حول الجوانب الأخلاقية والطبية. فزراعة أجهزة إلكترونية في الدماغ تثير تساؤلات حول الخصوصية العقلية، وأمان البيانات العصبية، وكذلك التأثيرات بعيدة المدى على صحة الإنسان النفسية والجسدية. ولكن في ظل ما يعانيه مرضى العصبون الحركي من عزلة وألم، تبدو هذه التقنيات بمثابة طوق نجاة لا يمكن تجاهله.
مستقبل تكنولوجيا زرع الشرائح الدماغية
تطمح شركة Neuralink إلى تطوير المزيد من القدرات لشريحتها العصبية، بحيث لا تقتصر فقط على تمكين المرضى من التواصل، بل تمتد إلى استعادة القدرة على المشي، والرؤية، وحتى علاج الأمراض العصبية الأخرى مثل مرض باركنسون وإصابات النخاع الشوكي. إذا نجحت هذه الخطط، فقد نشهد مستقبلاً تتلاشى فيه الفواصل بين الإنسان والآلة بصورة غير مسبوقة.
تفاعل المجتمع العلمي والطبي
استقبل المجتمع الطبي هذا الإنجاز بحذر مشوب بالتفاؤل. ففي حين أثنى العديد من الأطباء وخبراء الأعصاب على التقدم الكبير الذي تم تحقيقه، إلا أنهم دعوا إلى إجراء المزيد من الدراسات السريرية طويلة الأمد للتأكد من أمان وكفاءة هذه التقنية، وخاصة في ظل احتمالات وجود مضاعفات مرتبطة بزرع الأجهزة داخل الدماغ البشري.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر