«نبض الخليج»
أبوظبي في 17 أبريل/ وام/ دعا معالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، إلى تأسيس منصّةٍ عالميةٍ خاصّةٍ بالمواطنة، لدراسة وتعميق مفاهيمها، وتكوين فرقٍ علميّةٍ من الباحثين والطّلاب، تهتمّ ببحوث المواطنة وتطوّراتها، عبر تحليل البيانات وتقديم التوصيات للجهات المختصّة، ودراسة أفضل التجارب العالميّة، وتبادل الخبرات لإيجاد حلولٍ مستدامةٍ تعزّز المواطنة، وتخصيص جوائز تقديريّةٍ لأفضل الممارسات والإنجازات الداعمة لقيم المواطنة، إضافة إلى تطوير المناهج والمحتويات الفكريّة والدينيّة من منظورٍ يعزّز المواطنة في شتى المجالات.
وقال معاليه، في كلمته خلال افتتاح مؤتمر المواطنة والهُوية وقيم العيش المشترك الذي نظمته جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، إن المؤتمر يتطرق إلى قضيةٍ من القضايا البارزة في عصرنا الحالي، فهو يعزّز المواطنة المحليّة عبر عنصر “الهويّة”، ويمتدّ ليشمل المواطنة العالميّة من خلال “قيم العيش المشترك”، مشيراً إلى أن الجامعات والمؤسسات التعليمية المعنية بالتعليم الديني هي المكان الأنسب لفتح النقاشات ورفع الوعي حول هذا الموضوع، فالشباب والأجيال هم الفئة الأكثر تأثراً وتأثيراً بهذه القضية، وإدارة الحوار حولها بجدية.
وأكد أن دولة الإمارات تعدّ نموذجًا رائداً على الصّعيد العالميّ، بروايتها ورعايتها أرقى وأقوى التّجارب في تعزيز هذا النّوع من المواطنة، وثائق وتشريعات، ومواكبةٌ للتّطوّرات، وبنيةٌ قيمةٌ لا زعزعة فيها، أرضٌ صلبةٌ للمواطنة، جسّدت قيم السّلام والاستقرار، واستهوت أفئدةً من الناس، وآوت بتعايش ووئام كلّ مكوّنات الوطن وشركائه؛ في صورةٍ تجسد مفهوم المواطنة بلبناتٍ رائقةٍ وعجيبة ، مبينًا أن المواطنة الحقة تلك التي تتجسد في الاستعداد للتضحية بالنفس والمال، وكلّ ما يملك الإنسان من أجل رفعة وطنه وسلامته والدفاع عنه، كذلك هي قدوةٌ وتربيةٌ وتعليمٌ وأسرةٌ ومجتمع، وبناءٌ للإنسان.
وقدم معالي الدكتور الدرعي عدة مرتكزاتٍ يرى ضرورة اعتبارها في علاج وتعزيز موضوع قيم المواطنة والهُوية وقيم العيش، الأول أن الجامعات والمؤسسات العلمية تتحمل مسؤوليةً كبرى في اليقظة العلمية؛ وتبني رؤية وطنيّة واضحة في قضايا المواطنة وتصحيح التصورات والمفاهيم، والثاني أن المواطنة من اليقينيات التي لا ينبغي أن تكون محلّ شكٍّ أو تردد؛ فلا حياد في المواطنة، وليست هي محلّاً للتنازلات أو المساومات.
وأضاف أن الثالث هو حماية المواطنة بالمعرفة والوجدان والسلوك، والدراسات والملتقيات والخطب والتغريدات والاختيارات والاعتبارات لأن المواطنة أعظم العلاجات الموصوفة للفكر المتطرف الذي يضيق ذرعًا بالمواطنة وكلّ ما يمت بصلةٍ إلى الوطن، والمرتكز الرابع تسخير التقنية الرقمية في تعزيز المواطنة ومراقبتها ومواكبتها، وتقييمها ومتابعتها باستمرار، فالمواطنة تحمي المجتمعات من الكراهية والتمييز والعنصرية والفوضى، وتساهم في السلم والتسامح والثقة والأمل في مستقبل البشرية، والخامس المحافظة على الوطن كركيزةٍ أساسية؛ فالمواطنة الحقيقيّة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدّولة، فهي التزامٌ بالقانون، وصلةٌ متينةٌ بالمؤسّسات الرّسميّة.
جدير بالذكر أن مؤتمر المواطنة والهُوية وقيم العيش المشترك، اختتمت أعماله أمس واستمر يومين، بمشاركة نخبةٍ من المفكرين والأكاديميين والعلماء من داخل الدولة وخارجها، وتضمن ثلاث جلسات رئيسية، ناقشت الأولى “المواطنة والانتماء: مداخل فلسفية وأبعاد قيمية”، والثانية محور”المواطنة في الواقع المعاصر”، والثالثة “المواطنة ورهانات المستقبل: الفرص والآمال”.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية