جدول المحتويات
«نبض الخليج»
أبطأت تركيا صفقة المقاتلات الأميركية من طراز F-16 البالغة قيمتها 23 مليار دولار، بينما تبحث عن بدائل دفاعية تشمل مقاتلات “يوروفايتر تايفون” وإمكانية العودة إلى برنامج المقاتلات الشبحية F-35، وفقاً لما نقلته موقـعا “Al-Monitor” و”Middle East Eye“.
وكانت الصفقة قد طُرحت أول مرة عام 2020، وشملت 40 مقاتلة جديدة من طراز “بلوك 70” و79 مجموعة تحديث. إلا أن أنقرة قلصت الصفقة في أواخر عام 2024، إذ حذفت مجموعات التحديث وخفّضت القيمة الإجمالية إلى 7 مليارات دولار فقط.
F-35 ويوروفايتر تعودان إلى الواجهة
تأتي إعادة التقييم في ظل دراسة أنقرة العودة إلى برنامج “F-35” الذي أُقصيت منه عام 2019 بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400. وبحسب التقارير، فقد أثار الرئيس رجب طيب أردوغان القضية خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في آذار الماضي.
ويعمل فريقان قانونيان وتقنيان من الحكومتين حالياً على دراسة سبل رفع العقوبات المرتبطة بمنظومة S-400 بموجب قانون “مكافحة خصوم أميركا عبر العقوبات” (CAATSA)، وهو ما حال دون حصول تركيا على المقاتلات الشبحية من الجيل الخامس.
كما تلقت تركيا الشهر الماضي عرضاً مالياً لشراء 40 مقاتلة من طراز “يوروفايتر تايفون”، التي تصنعها مجموعة أوروبية تضم بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، وتُعد من بين الطائرات الأبرز في مهام التفوق الجوي.
الكلفة ومواعيد التسليم تُعقّدان المشهد
وتفيد مصادر مطّلعة أن زيادة التكاليف وتأخيرات التسليم تساهم أيضاً في مراجعة أنقرة للصفقة. فقد ارتفعت كلفة المقاتلة الواحدة من طراز F-16 من نحو 80 مليون دولار إلى قرابة 200 مليون دولار، بحسب التجهيزات الإضافية.
وأوضح وزير الدفاع التركي يشار غولر أن بلاده دفعت دفعة أولى بقيمة 1.4 مليار دولار. وتقول بعض المصادر إن هذا المبلغ قد يُعاد توجيهه نحو شراء طائرات F-35 إذا جرى تجاوز عقبة العقوبات.
كما أن هناك قائمة انتظار طويلة لتسليم مقاتلات F-16، إذ انتظرت بلغاريا أكثر من ثلاث سنوات لتسلّم أولى طائراتها.
حسابات استراتيجية في شرق المتوسط
تتزامن هذه التحركات مع تطورات إقليمية، إذ من المتوقع أن تتسلّم اليونان أولى مقاتلاتها من طراز F-35 بحلول عام 2028، في حين تواجه تركيا تحديات تشغيلية متزايدة مع أسطولها المتقادم من طائرات F-16.
العودة إلى برنامج F-35 ستتيح لأنقرة تسلّم ست مقاتلات سبق تصنيعها ودفع ثمنها، إضافة إلى استعادة دورها في الكونسورتيوم الصناعي الذي كان يعتمد على شركات تركية لتوفير مكونات أساسية في الإنتاج.
تركيا تسعى لمزيد من المرونة والسيادة الدفاعية
ورغم أن المسؤولين لم يؤكدوا تفاصيل المفاوضات الجارية، إلا أن مصادر في الصناعات الدفاعية التركية أشارت إلى أن أنقرة تسعى للحصول على شيفرات تشغيل F-16 والبرامج التشغيلية الخاصة بها، بما يسمح بدمج الأسلحة والأنظمة المصنّعة محلياً، مما يُعزز التوافق التشغيلي ويقلل من الاعتماد على الموردين الأميركيين.
وقال خبير دفاعي تركي لموقع “Al-Monitor” إنّ الاعتياد على طراز F-16 وقدرات الصيانة المتوفرة يجعلانها خياراً عملياً، لكن الرغبة في مرونة استراتيجية تدفع أنقرة إلى تنويع أسطولها من المقاتلات.
المفاوضات مستمرة وسط ضغوط إقليمية
من المتوقع أن تستمر المفاوضات بخصوص برنامجي F-16 وF-35. وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مؤخراً بدء مفاوضات تقنية بين أنقرة وواشنطن لحل القيود المفروضة بموجب قانون CAATSA، وقال: “نحن نعمل على هذا الملف ليلاً ونهاراً، ويقوم خبراء قانونيون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية بدراسة الأمر”.
وأضاف: “فيما يخص قانون CAATSA وبرنامج F-35، فإنّ حقنا المكتسب حالياً هو تسلّم ست مقاتلات تم تصنيعها ودفعت تركيا ثمنها، وينبغي إعادتها لنا عبر الجهود الدبلوماسية الجارية. لقد دفعنا ثمنها، والطائرات جاهزة لكنها لم تُسلّم بسبب عقبة قانونية. كما أن بعض شركاتنا شاركت في الإنتاج وتم استبعادها لاحقاً”.
وتابع: “استعادة تلك الحقوق واسترجاع ما دفعناه هو مسار نعمل عليه حالياً”.
وفي مؤتمر صحفي دوري لوزارة الدفاع التركية، صرّح المتحدث باسم الوزارة الأميرال زكي أكتورك بأنه في حال رُفعت عقوبات CAATSA عن تركيا، فقد يُعاد التركيز على عملية شراء طائرات F-35.
وأشار أكتورك إلى أن الوزارة تؤكد منذ البداية أن العقوبات المفروضة غير قانونية، ولا يصح أن تفرض دولة حليفة عقوبات على أخرى ضمن الحلف نفسه، وأنه في حال رفع العقوبات فستُدرس العودة إلى برنامج F-35، قائلاً: “نعتقد أن التعاون مع الولايات المتحدة في مجال الصناعات الدفاعية والأمن والدفاع سيتسارع إذا رُفعت العقوبات”.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية