«نبض الخليج»
الرباط في 20 ابريل / وام / نظمت هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب أمس جلسة أدبية بعنوان “شهادات سردية” ناقش خلالها عدد من الكتّاب من دولة الإمارات والمغرب واقع القصة القصيرة وتحولاتها عبر العقود بحضور نخبة من المهتمين بالشأن الأدبي والنقدي و ذلك بمشاركة الكاتبتان مريم الغفلي ومريم ناصر من دولة الإمارات العربية المتحدة والكاتب المغربي عبد النبي دشين.
وأكدت الغفلي أن القصة الإماراتية مرت بثلاث مراحل: مرحلة ما قبل الاتحاد التي تأثرت بالتيار العربي العام ومرحلة ما بعد الاتحاد التي التفتت إلى القضايا المحلية ومرحلة الحداثة بعد التسعينات حيث شهدت القصة تطوراً يواكب التحولات العالمية مشددة على أن القصة القصيرة الإماراتية “بدأت من حيث انتهى الآخرون” في تأكيد على نضجها السردي المبكر.
من جانبه استعرض الكاتب المغربي عبد النبي دشين مسيرة تطور القصة القصيرة في المغرب والتي تعود بداياتها إلى خمسينيات القرن الماضي حيث تناولت النصوص الأولى قضايا الهم الوطني قبل أن تتجه في السبعينيات نحو تكسير البنى التقليدية والتماهي مع الفنون الأخرى كالسينما والفنون التشكيلية موضحاً أن الحكاية الشفاهية شكلت “تمريناً طبيعياً على التخييل” الذي يمثل جوهر العملية الإبداعية في الأدب القصصي.
و تناولت الكاتبة مريم ناصر الصعوبات الفنية المرتبطة بكتابة القصة القصيرة معتبرة إياها من أصعب أشكال الإبداع الأدبي مشيرة إلى أن القصة القصيرة تحتاج إلى مهارة عالية في اختيار الكلمات وتكثيف المعنى لافتة إلى أن استحضار الحكايات والخرافات الشعبية في النص القصصي ينبع من رغبة الكتّاب في الحفاظ على الذاكرة الثقافية ومقاومة اندثار الموروث الشفاهي الذي شكّل وجدان المجتمعات العربية.
وأكد كتّاب من الإمارات والمغرب – الكاتبة الإماراتية لولوة المنصوري والكاتب المغربي محفوظ عبد اللطيف خلال جلسة حوارية بعنوان “الماء في السرد الأدبي” أن حضور الماء في السرد الأدبي يمثل رمزاً للتحول والحياة والارتباط بالذاكرة الإنسانية مشيرين إلى أن علاقة الأدباء بالماء تتجاوز الرمزية التقليدية لتعبر عن تجارب شخصية ومخيلة متجددة.
و في سياق متصل قدّمت فرقة الشارقة للفنون الشعبية التابعة لمعهد الشارقة للتراث عروضاً تراثية إماراتية استعرضت من خلالها نماذج حية من الفنون الشعبية التي تمثل جزءاً من الهوية الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتنوعت الفنون المقدمة بين فن العيالة وفن الحربية وفن الرزفة حيث أدتها الفرقة بأسلوب جماعي مصاحب لإيقاعات الطبول والدفوف وعكست هذه الفنون الأبعاد الاجتماعية والثقافية للبيئة الإماراتية بما تحمله من مضامين ترتبط بالفخر والانتماء واستحضار قيم الشجاعة والوحدة.
وشهدت العروض تفاعلاً واسعاً من زوار المعرض حيث أتاحت لهم الفرصة للتعرف على أحد أقدم أشكال التعبير الفني في منطقة الخليج العربي ومشاهدة الأداء الحي لممارسات تراثية ما زالت حاضرة في المناسبات الاجتماعية والوطنية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية