جدول المحتويات
كتب: هاني كمال الدين
في تحول ملحوظ في السياسة الخارجية الأمريكية، تتوقف الولايات المتحدة عن تصدير الديمقراطية إلى الدول الأخرى، وتبدأ مرحلة جديدة تركز على حماية المصالح الوطنية الأمريكية بعيداً عن التدخل في شؤون حقوق الإنسان في الخارج. هذا التغيير يأتي في سياق الإصلاحات التي أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي ماركو ريبيو والتي تهدف إلى تقليص الهيئات الإدارية وتوجيه الجهود السياسية نحو تعزيز المصالح الأمريكية بعيداً عن القضايا المرتبطة بالحقوق السياسية والديمقراطية.
1. التغيرات السياسية في وزارة الخارجية الأمريكية
أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو ريبيو عن مجموعة من الإصلاحات الهامة في هيكل وزارة الخارجية الأمريكية، التي تتضمن تقليص دور الوكالات والهيئات التي كانت تروج للديمقراطية وحقوق الإنسان في أنحاء العالم. وفقاً لتصريحات ريبيو، سيتم إزالة العديد من الإدارات التي كانت تروج للسياسات الديمقراطية، مثل مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكذلك وكالة التنمية الدولية الأمريكية (USAID).
2. الزيارة الرمزية لترامب الابن إلى هنغاريا
تعتبر زيارة دونالد ترامب الابن إلى هنغاريا جزءًا من هذا التحول الاستراتيجي في السياسة الأمريكية، حيث يُنظر إليها في الإعلام الهنغاري على أنها مهمة دبلوماسية غير رسمية. زيارة ترامب الابن، الذي لا يشغل منصبًا رسميًا في الإدارة الأمريكية ولكنه يعد من الشخصيات المؤثرة في الحياة السياسية، تأتي بعد أيام من إعلان ريبيو عن الإصلاحات.
ترامب الابن سيجتمع مع وزير الخارجية الهنغاري، بيتر سيجارتو، في زيارة تحمل رمزية كبيرة وتعتبر تحولا في علاقات واشنطن مع حكومة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، التي كانت قد تعرضت لانتقادات حادة في ظل الإدارة السابقة برئاسة جو بايدن.
3. إصلاحات هيكلية في الوزارة
تشير الوثائق التي نشرها وكالة “رويترز” إلى أن الإصلاحات المقترحة ستشمل تقليصًا في عدد الموظفين في وزارة الخارجية الأمريكية، حيث من المتوقع أن يتم إلغاء حوالي 734 وظيفة و132 مكتبًا وبرنامجًا، ما سيؤثر على حوالي 15% من موظفي الوزارة. تشمل هذه الإصلاحات أيضًا حل مكاتب كانت تدير قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية مثل “مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان” الذي كان يعتبر من أبرز أدوات الانتقاد ضد الدول التي لا تتماشى مع السياسات الأمريكية.
4. التركيز على المصالح الأمريكية بدلًا من القضايا العالمية
يُعتبر هذا التحول في السياسة الأمريكية استجابة للحاجة إلى تحسين الكفاءة وتقليل البيروقراطية داخل وزارة الخارجية. وفقاً لريبيو، فإن السياسة الأمريكية في العهد السابق كانت قد انحرفت عن التركيز على المصالح الوطنية لصالح نشر الأيديولوجيات السياسية في الدول الأخرى. الأمر الذي كان يتطلب ضرورة إعادة الهيكلة والتوجه نحو حماية المصالح الأمريكية فقط، دون التدخل في القضايا الداخلية للدول الأخرى.
5. الانعكاسات العالمية لهذه التغيرات
التحول في سياسة الولايات المتحدة سيؤثر بشكل واضح على العلاقات الدولية، خصوصًا مع الدول التي كانت تحت ضغط من أجل تحسين سجلها في حقوق الإنسان والديمقراطية. في حالة هنغاريا، التي كانت تخضع لضغوط شديدة من الإدارة السابقة، يمكن أن يعني هذا التغيير بداية فصل جديد في العلاقات بين البلدين.
6. إلغاء بعض الإدارات البيروقراطية
واحدة من أبرز النقاط في الإصلاحات التي أعلنت عنها وزارة الخارجية هي إلغاء إدارة “العدالة الجنائية الدولية العالمية”، وهي هيئة كانت قد تأسست في عام 1997 لتوثيق جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية، ما يعكس تغيرًا جوهريًا في أولويات الولايات المتحدة في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان على الساحة الدولية.
7. الخلاصة: تحول جديد في سياسة الولايات المتحدة
إصلاحات وزارة الخارجية الأمريكية تمثل تحولًا كبيرًا في النهج الأمريكي في السياسة الخارجية. فبدلاً من العمل على نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، تركز الولايات المتحدة الآن على مصالحها الوطنية فقط. هذا التغيير سيكون له تداعيات بعيدة المدى على العلاقات بين الولايات المتحدة وبقية دول العالم، وخاصة تلك التي كانت تحت إشراف الضغط الأمريكي بشأن حقوق الإنسان.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر