«نبض الخليج»
دبي في 26 أبريل /وام/ يعد سباق القفال للسفن الشراعية فئة 60 قدماً، أحد أبرز الرموز في مشهد الرياضات البحرية التراثية بدولة الإمارات، منذ انطلاقته عام 1991 بمبادرة من المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، بهدف إحياء موروث الأجداد وتعزيز ارتباط الإنسان الإماراتي بالبحر، عبر سباق سنوي يجسد رحلة العودة التاريخية من أعماق البحر إلى سواحل الوطن.
وتحظى المسيرة المتواصلة للسباق بدعم ورعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، الذي وجّه بمواصلة تنظيم السباق سنوياً ترسيخاً لرؤية مؤسسه.
وتحول السباق الذي ينظمه نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، إلى حدث وطني بارز يجمع بين الأصالة وروح التحدي، ويعزز نقل المهارات التقليدية بين الأجيال، وسط دعم كبير من القيادة الرشيدة، انعكس في التطوير المتواصل على المستويات التنظيمية والفنية، وازدياد أعداد المشاركين، وتطور تقنيات السلامة والتتبع، وارتفاع قيمة الجوائز.
ويرتبط “القفال” ارتباطاً وثيقاً بتاريخ العائلات الإماراتية التي اهتمت بتجارة اللؤلؤ، سواء من خلال الغوص أو الملاحة أو التجارة على متن السفن الشراعية، وهو ما يمنح السباق طابعاً إنسانياً وتراثياً عميقاً.
ويمتد المسار التاريخي للسباق من جزيرة صير بونعير باتجاه جزيرة القمر كنقطة مرور إلزامية بعد 23 ميلاً بحرياً، ثم يلتف إلى الجنوب الشرقي وصولاً إلى خط النهاية أمام فندق برج العرب، وهو المسار ذاته الذي كان يسلكه الصيادون في طريق عودتهم من رحلات الغوص.
ويُعد القفال منصة رئيسية في الحفاظ على صناعة السفن الشراعية، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية التراث البحري، كما أفرز جيلاً جديداً من النواخذة والبحارة، وفتح المجال أمام المنافسة الشريفة ضمن بيئة احترافية توازن بين التقاليد ومتطلبات العصر.
ومنذ النسخة الأولى التي شهدت مشاركة 53 سفينة، سجلت أعداد المشاركين نمواً ملحوظاً، حيث شاركت 123 سفينة في النسخة الـ33 العام الماضي.
وتحمل السفينة “غازي 103” الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بخمسة ألقاب أعوام 2004، و2006، و2013، و2015 و2018، فيما أحرزت “حشيم 199” لمالكها الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، لقب النسخة الماضية.
ويحتفل سباق القفال هذا العام، الذي سيقام يوم 2 مايو المقبل، بنسخته رقم 34 خلال 35 عاماً منذ انطلاقته، بالتزامن مع “عام المجتمع 2025″، حيث لم يغب سوى عام واحد فقط بسبب جائحة كورونا، وعلى مدار هذه السنوات الطوال، بات يشكل كرنفالاً وطنياً تُستعاد فيه ذاكرة الوطن، وتُكرّم فيه جهود الرواد الذين خاضوا غمار البحر بحثاً عن الرزق.
وشهدت قيمة الجوائز تطوراً كبيراً، حيث ارتفعت من 3 ملايين درهم في بدايات السباق إلى نحو 12 مليون درهم في السنوات الأخيرة، ما يعكس حجم الاهتمام والدعم الذي يحظى به الحدث، ومكانته كمنصة لتكريم التميز والالتزام بالهوية الوطنية.
وأكد أحمد سعيد بن مسحار، رئيس مجلس إدارة نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، رئيس اللجنة العليا المنظمة للسباق، أن “القفال” يمثل نموذجاً فريداً في سجل الفعاليات التراثية، ويجسد ارتباط أبناء الإمارات بإرثهم البحري، مشيراً إلى أن الدعم المتواصل من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، يمثل حجر الأساس في نجاح السباق عاماً بعد عام.
وشدد بن مسحار على أن اللجنة العليا المنظمة تضع سلامة المشاركين والسفن على رأس أولوياتها، من خلال تنسيق دقيق مع الجهات المختصة، وتوفير كل مستلزمات الدعم الفني واللوجستي لضمان أعلى معايير الأمان والتنظيم.
من جانبه، قال خالد خميس بن دسمال، عضو اللجنة العليا المنظمة، إن السباق مناسبة وطنية عزيزة تجسد روح التراث البحري، وإنه أصبح علامة مضيئة في سجل الفعاليات البحرية بالدولة والمنطقة، مؤكداً أن نجاحه المتواصل يعود لتكامل الجهود من الجهات الشريكة والداعمة التي تؤمن برسالته في تعزيز الهوية الوطنية.
بدوره، أشار محمد عبد الله حارب الفلاحي، المدير التنفيذي لنادي دبي الدولي للرياضات البحرية وعضو اللجنة العليا المنظمة، إلى أن نسخة هذا العام ستحمل العديد من الإضافات النوعية، انسجاماً مع روح “عام المجتمع”، حيث تعمل اللجنة المنظمة على توسيع نطاق الفعاليات المصاحبة، وتحويل السباق إلى منصة مجتمعية متكاملة تجمع بين الرياضة والثقافة والتراث، وتعكس ريادة الإمارات في صون موروثها وتقديمه للأجيال المقبلة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية