«نبض الخليج»
شدّدت وزارة العدل على أهمية اللجوء إلى القضاء باعتباره السبيل القانوني والشرعي لمحاسبة مرتكبي الجرائم والمحرضين على الفتنة، مؤكدة أنها تتابع التطورات الأخيرة في مدينة جرمانا بريف دمشق عن كثب.
وفي بيان أصدرته مساء اليوم الثلاثاء، جدّدت الوزارة تأكيدها على عدم التهاون في ملاحقة أي اعتداء يمسّ الرموز الدينية والمقدسات، لا سيما تلك التي تستهدف مقام النبي محمد، عليه الصلاة والسلام.
ودعت الوزارة المواطنين إلى الالتزام الصارم بأحكام القانون، وتفادي الانجرار وراء خطاب الفتنة والتجييش، مشيرة إلى أن مثل هذه الأفعال تندرج تحت طائلة الجرائم التي يعاقب عليها القانون.
وأشارت الوزارة إلى استمرار تنسيقها مع النيابة العامة ووزارة الداخلية لمتابعة الإجراءات القانونية، داعية الجميع إلى الالتزام بالقانون والتعاون مع الجهات المختصة لتحقيق العدالة.
اشتباكات جرمانا
اندلعت اشتباكات عنيفة، فجر اليوم الثلاثاء، في مدينة جرمانا بريف دمشق، استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، وأسفرت عن مقتل 13 شخصاً، منهم اثنان من عناصر الأمن العام السوري.
وبحسب مصادر أمنية، بدأت الاشتباكات عندما تجمّع مسلحون من بلدة المليحة ومناطق أخرى قرب جرمانا، بعد انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية يتضمن إساءة للنبي محمد.
وذكرت مصادر محلية أن الاشتباك بدأ عند حاجز في حي النسيم، بعد جدال مع راكب دراجة نارية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، تلاه تقدّم المسلحين باتجاه مداخل المدينة من جهتي بيت سحم والمليحة.
ونفت وزارة الداخلية السورية صحة المعلومات بشأن وجود هجوم منظم على البلدة، مؤكدة أن ما حدث كان احتجاجاً غاضباً من قبل مدنيين، تعرّض لإطلاق نار من مجموعات محلية. وصرّح المتحدث باسم الوزارة أن مجموعات درزية فتحت النار على المتظاهرين.
وقال أحد سكان المدينة لتلفزيون سوريا، ويدعى أبو صالح أبو شاش، إن المسلحين القادمين من المليحة حاولوا دخول جرمانا، لكنهم اصطدموا بعناصر الأمن العام، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة عدد آخر، أعقبه قصف بقذائف الهاون على أحياء المدينة.
بدوره، أوضح مصدر أمني أن القتيلين من قوى الأمن العام ينتميان إلى فصيل “رجال الكرامة”، وهما حديثا الانضمام إلى الجهاز، مؤكداً أن القوات الأمنية لم تكن طرفاً مباشراً في الاشتباك، بل تدخلت لفضّه.
ونشرت وزارة الداخلية صوراً تُظهر انتشار قواتها في محيط جرمانا، وأكدت أنها اتخذت إجراءات لحماية السكان ومنع تكرار الأحداث، موضحة في بيان أن الاشتباكات وقعت على خلفية تسجيل صوتي مسيء، تسببت به حملات تحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلنت الوزارة أن وحداتها، بالتعاون مع وزارة الدفاع، طوّقت المنطقة، ونفذت عمليات لفض النزاع وملاحقة المتورطين، مؤكدة أنها ستتابع التحقيقات حتى معرفة صاحب التسجيل المسيء ومحاسبته.
ردود من المجتمع المحلي والطائفة الدرزية
أصدرت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا بياناً أوضحت فيه أن أغلب الضحايا من عناصر الأمن العام، ودعت السلطات إلى كشف الحقائق ووقف التحريض الطائفي، معتبرة أن ما جرى يهدد السلم الأهلي.
وفي السياق نفسه، دان شيخا عقل الطائفة الدرزية التسجيل المسيء، وحذّرا من الانزلاق نحو فتنة طائفية تهدد وحدة المجتمع السوري، مؤكدين أن من أساء لا يُمثّل الطائفة الدرزية.
كما أصدرت “مضافة رجال الكرامة” بياناً اعتبرت فيه أن هذه الفتن مدفوعة من جهات خارجية، داعية إلى ضبط النفس ورفض خطاب الكراهية والطائفية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية