«نبض الخليج»
كشفت نتائج مسح دولي أجرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) عن تراجع ملحوظ في مهارات القراءة والكتابة والحساب وحل المشكلات لدى البالغين في عدد من دول العالم.
وشمل المسح، الذي نُشر حديثاً، عينة مكونة من 160 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 16 و65 عاماً في 31 دولة واقتصاداً مختلفاً، حيث أظهرت النتائج أن كفاءة القراءة والكتابة تحسنت في بلدين فقط، هما فنلندا والدنمارك، بينما شهدت انخفاضاً كبيراً في 13 دولة، لا سيما كوريا الجنوبية ونيوزيلندا وليتوانيا.
المسح جاء متقاطعاً مع اتجاهات مقلقة في معدلات القراءة، لا سيما في الولايات المتحدة، حيث تراجعت نسبة من قرؤوا كتاباً واحداً على الأقل خلال العام الماضي إلى ما دون 50%.
وفي المملكة المتحدة، أظهر استطلاع أجرته هيئة حكومية أن خمس البريطانيين لم يقرؤوا أي كتاب العام الماضي، بينما أشار تقرير صادر عن الصندوق الوطني البريطاني لمحو الأمية إلى أن 35% فقط من الشباب بين 8 و18 عاماً يستمتعون بالقراءة، وهو أدنى مستوى منذ 19 عاماً.
ارتفاع في استهلاك المحتوى الشفهي
في المقابل، أظهرت البيانات ارتفاعاً كبيراً في استهلاك المحتوى الشفهي، مثل البودكاست، حيث يستمع ثلث البريطانيين إلى بودكاست أسبوعياً، ونصف الأميركيين ممن تتجاوز أعمارهم 12 عاماً إلى بودكاست شهرياً، بمتوسط استماع يصل إلى خمس ساعات ونصف الساعة أسبوعياً.
ويرى خبراء أن هذه الاتجاهات تشير إلى تحوّل المجتمعات بشكل متزايد نحو ما يُعرف بـ”مجتمعات ما بعد القراءة والكتابة”، حيث تتراجع مكانة الكلمة المكتوبة أمام سيطرة المحتوى البصري والشفهي، مدفوعة بالانتشار الواسع للهواتف الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي، التي تروّج لمحتوى سريع وسهل الاستهلاك على حساب القراءة العميقة والتفكير التحليلي.
ورغم التشاؤم السائد، تلفت تجربة فنلندا إلى أن الاستثمار في التعليم عالي الجودة والأعراف الثقافية يمكن أن يعزز من مهارات القراءة حتى في ظل تطور التكنولوجيا.
كما يرى بعض المختصين أن المحتوى الشفهي قد يشكل مدخلاً لفهم أعمق للنصوص، إذا ما تم دعمه بأسس معرفية قوية، مشيرين إلى أن مستقبل المعرفة سيظل رهناً بترسيخ مهارات القراءة والكتابة في سن مبكرة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية