بعد طرد قواته من العاصمة السودانية.. حميدتي يتوعد بعودة “أشد قوة” إلى الخرطوم

توعّد قائد قوات “الدعم السريع” في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) اليوم الأحد، بالعودة إلى الخرطوم “بقدرة أشدّ وقوة أكبر”، بعد أن نجح الجيش في استعادة السيطرة على العاصمة، وفق ما أفادت وكالة الأناضول.

وخلال الأيام القليلة الماضية، تمكّن الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، من استعادة معظم مناطق العاصمة في مدن الخرطوم وبحري وأم درمان. ومساء الأربعاء الفائت، عاد البرهان من مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر إلى القصر الرئاسي معلنًا أنّ “الخرطوم حُرّة”.

وفي كلمة مسجلة بمناسبة عيد الفطر المبارك، أقرّ حميدتي بأنّ “القيادة وإدارة العمليات اتخذتا قراراً جماعيّاً بالانسحاب لإعادة تموضع القوات في أم درمان”. وأضاف: “صحيح أننا خرجنا من الخرطوم، لكننا سنعود أكثر قوة ومنعة”.

وشدّد على أنّ “الحرب لم تنتهِ، بل ما زالت في بدايتها، وأن قواته مصمّمة على تحقيق الانتصار”. وتابع مؤكداً: “سنهزمهم (الجيش) ونستعيد الخرطوم وأم درمان وبحري وسائر ولايات البلاد الـ18” على حد قوله.

وأوضح حميدتي أنه “لا نقاش أو تفاوض مع الجيش سوى بالبندقية”، وقال: “لا تهاون، ولا تراجع، ولا اتفاق معهم”.

الجيش ينهي وجود “الدعم السريع” 

وكان الجيش السوداني قد استعاد أمس السبت، السيطرة على “سوق ليبيا” في غرب أم درمان، منهياً بذلك وجود قوات “الدعم السريع” في واحدة من أبرز معاقلها منذ اندلاع النزاع في نيسان 2023. وفور تأمين “سوق ليبيا”، فتح الجيش الطريق أمام تقدّم أوسع في مناطق غربي أم درمان التي لا تزال تحت سيطرة قوات “الدعم السريع”.

والخميس، أعلن الجيش تطهير آخر جيوب “الدعم السريع” في الخرطوم، بعدما سيطر الأربعاء على مطار الخرطوم وعدد من المقرات الأمنية والعسكرية والأحياء في شرق وجنوب العاصمة، لأول مرة منذ اندلاع المعارك في نيسان 2023.

في الآونة الأخيرة، شهدت قوات “الدعم السريع” تراجعاً في ولايات عدة؛ بينها الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق، ولم يتبق لها سوى جيوب في غرب وجنوب أم درمان، إلى جانب أجزاء من ولايتي شمال وغرب كردفان، علاوةً على سيطرتها على 4 ولايات في إقليم دارفور، فيما يحكم الجيش قبضته على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

يُذكر أنّ النزاع المستمرّ منذ نيسان 2023 بين الجيش و”الدعم السريع” أسفر عن سقوط أكثر من 20 ألف قتيل، فضلًا عن نزوح أو لجوء نحو 15 مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية. وقدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية أنّ عدد القتلى قد بلغ نحو 130 ألفًاً.