«نبض الخليج»
حاول رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارته الثانية إلى البيت الأبيض أن يبرز أن الهدف الأساسي والرسمي للقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن هو إقناع الأخير بإلغاء التعريفة الجمركية التي تصل إلى 17% أو تقليلها بدرجة كبيرة، إذ إن هذه النسبة تسبب خسائر لاقتصاد الاحتلال الإسرائيلي بقيمة 2.3 مليار دولار وتؤدي إلى فقدان عشرات الآلاف لوظائفهم.
كان نتنياهو يؤمل نفسه أن ينجح في إحداث إنجاز في هذا الملف لكنه لم ينجح في تحقيق أي إنجاز، مع أنه بادر بنيته تقليل العجز التجاري ليصبح لصالح الولايات المتحدة، حيث قال له ترامب في المؤتمر الصحفي إنه ليس متأكدا من أنه سيقلص الرسوم الجمركية مذكّرا إياه أن الولايات المتحدة تقدم مساعدات بقيمة 4 مليارات دولار لإسرائيل سنويا.
كما لم ينجح نتنياهو فيما يبدو في إقناع ترامب بخيار التصعيد مع إيران الذي يقتضي عدم الذهاب لمفاوضات معها، ومن الواضح أن هناك تباينا في المواقف بين ترامب ونتنياهو في هذا الملف كما قالت ملامح وجه نتنياهو إنه علم من ترامب بموضوع المفاوضات المباشرة خلال المؤتمر الصحفي فقط.
وقد نقل موقع أكسيوس الأميركي أن إعلان ترامب عن المفاوضات المباشرة مع إيران أمام نتنياهو كان مفاجأة للأخير، ولذلك تحدث نتنياهو بعدها عن إمكانية التعديل على شكل التفاوض مع إيران بما سمّاه “النموذج الليبي” بمعنى الاتفاق على آليات تفكيك البرنامج دبلوماسيا بنهاية المسار، والتفاهم على ضرب المنشآت النووية عسكريا في حال فشلت المفاوضات.
ترامب أمهل نتنياهو أسبوعين أو ثلاثة لإنهاء الحرب في غزة.
وفيما يخص العلاقات مع تركيا وخلافها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي سواء فيما يتعلق بسلوك الأخير تجاه سوريا أو عدوانها غير المسبوق على غزة فقد أشاد ترامب إشادة بالغة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحث نتنياهو على التعامل بمنطقية والعمل على حل الخلافات مع تركيا بطرق ودية، في إشارة إلى أنه يميل أكثر لموقف تركيا في ملف الخلاف بين تركيا ودولة الاحتلال.
أما بخصوص الغطاء المفتوح للحرب وبالرغم من التناقض الذي يتسم به ترامب حول مستقبل غزة فقد كان ما صدر من تصريحات عن مسؤول ملف المفاوضات في الإدارة الأميركية ستيف ويتكوف نقلت لعائلات الأسرى الإسرائيليين هو الحث لنتنياهو نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وبالرغم من أن مكتب نتنياهو ذكر أن ترامب يؤيد بشكل كامل السياسة التي يقودها نتنياهو لهزيمة حماس وممارسة الضغط العسكري في غزة، فقد أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ترامب أمهل نتنياهو أسبوعين أو ثلاثة لإنهاء الحرب في غزة.
لقد حاول نتنياهو ألا يستفز ترامب في المؤتمر الصحفي في أي قضية وحاول بدلا من ذلك التركيز على عبارات التوافق العامة دون الخوض في التفاصيل، بينما كان الاجتماع المغلق قد حمل ضغطا من ترامب على نتنياهو في أكثر من ملف وفق ما تسرب لعائلات الأسرى الإسرائيليين من مصادر أميركية.
من زاوية أخرى لم يخل المؤتمر الصحفي من بروز الانحياز السيئ من الرئيس الأميركي لصالح الدولة الصهيونية التي تمارس الإبادة الجماعية، وتصوير الأمر كله كأنه فقط عملية تحرير أسرى أو رهائن إسرائيليين فحسب، حيث قال ترامب نحاول تحرير الرهائن وهي عملية طويلة لا ينبغي أن تأخذ كل هذا الوقت وآمل أن يعجب الإسرائيليون بي. كما عاد ترامب للتلويح بفكرة تهجير الفلسطينيين من غزة وذكر أنه سيسمي غزة “منطقة الحرية”، وفي الوقت نفسه كان هناك من الإسرائيليين من يرى من الجانب الآخر أن ترامب يعتقد أن إسرائيل دولة صغيرة يجب أن تكون ممتنة من القوة الأكبر وهي الولايات المتحدة.
نتنياهو عاد بغير الوجه الذي ذهب به إلى واشنطن، إذ إن حجم الثقة الذي بدا عليه وهو يركب الطائرة كان كبيرا، معلنا أنه أول زعيم تتم دعوته لنقاش الرسوم الجمركية مع ترامب.
لم يكن هناك توافق في دولة الاحتلال على فشل أو نجاح لقاء نتنياهو مع ترامب وهو بحد ذاته يشير إلى عدم تحقيق نتنياهو لإنجازات واضحة كما ادعى، ففي حين ذكرت بعض الصحف المقربة من نتنياهو أنه حقق إنجازات فإن معظم المعلقين والكتاب في دولة الاحتلال الإسرائيلي سلطوا الضوء على عدم تحقيق نتنياهو لإنجازات خلال هذا اللقاء، حيث اعتبر كثيرون أن ترامب يريد وقف الحرب ولم يقدم دعما كاملا لنتنياهو كما اعتبروا عودة ترامب لمحادثات مباشرة بمنزلة تراجع عن موقفه في ولايته الأولى الذي كان يتبنى استراتيجية الضغط الأقصى على إيران. كما حلل آخرون لغة جسد نتنياهو خلال لقائه مع ترامب، مشيرين إلى علامات الصدمة والقلق والارتباك من بعض تصريحات ترامب. ويمكن القول في هذا الصدد إن نتنياهو عاد بغير الوجه الذي ذهب به إلى واشنطن، إذ إن حجم الثقة الذي بدا عليه كان كبيرا وهو يركب الطائرة، معلنا أنه أول زعيم تتم دعوته لنقاش الرسوم الجمركية مع ترامب.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية