«نبض الخليج»
تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار الصور المفبركة والمحتوى المضلل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار جدلاً واسعاً حول تأثير هذه المواد على الرأي العام واستقرار الأوضاع في سوريا، لا سيما مع تصاعد حملات التضليل الإعلامي تزامناً مع أحداث الساحل السوري، الأمر الذي يُذكّر بضرورة التحقق من مصادر المعلومات قبل تداولها، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمحتوى يهدف إلى تأجيج النزعة الطائفية في البلاد.
وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في انتشار هذه الظاهرة، حيث تُستخدم منصاتها لنشر صورٍ ومقاطع فيديو غير موثوقة، غالباً ما تكون مأخوذة من أحداثٍ سابقة أو مناطق أخرى، لكنها تُقدَّم على أنها مستجدات آنية مرتبطة بوقائع حالية.
وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الإعلام في سوريا أن عدداً من الصور والمقاطع التي يجري تداولها حول الأوضاع في الساحل السوري “مفبركة”، مشيرةً إلى أن جهات مشبوهة تقف وراء هذه الحملات بهدف التجييش وإثارة الفتن، كما حذّرت من خطورة الانجرار خلف هذه المواد دون التحقق من صحتها، داعيةً إلى الاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة في متابعة الأخبار.
من جانبه، رصد موقع تلفزيون سوريا عدة أمثلة على هذه الممارسات، حيث تم تداول صور قديمة على أنها حديثة، إضافةً إلى استخدام مقاطع فيديو من دولٍ أخرى على أنها توثّق أحداثاً وقعت في سوريا، كما أن بعض الحسابات عمدت إلى نشر صور لأشخاصٍ على أنهم قُتلوا في الساحل السوري على أساسٍ طائفي، ليتبيّن لاحقاً أن هذه الحسابات انتقت الصور بشكلٍ عشوائي من شبكة الإنترنت، إذ نفى أصحاب الصور أنفسهم ما يُشاع عنهم، ولوحظ أن بعضهم ليسوا سوريين.
ويشير صحفيون سوريون إلى أن خطر الصور المفبركة لا يقتصر على تشويه الحقائق فحسب، بل يمتد إلى تهديد الأمن والاستقرار، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، لذا، يتعين على مستخدمي وسائل التواصل التحلي بالوعي والمسؤولية عند التعامل مع المعلومات المنشورة، والعمل على تفنيد الادعاءات الكاذبة قبل أن تتحول إلى “حقائق” مغلوطة تُسهم في نشر الفوضى.
تعليق رسمي من وزارة الإعلام السورية
في سياقٍ متصل، حذّرت وزارة الإعلام السورية من تداول الأخبار الكاذبة والمحتوى المضلل المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلةً في تصريح خاص لموقع تلفزيون سوريا: “رُصدت خلال اليومين الماضيين حملات إعلامية ممنهجة وحملات تجييش إلكتروني، تقف وراءها جهات ذات أجندات مشبوهة وارتباطات خارجية، وقد لجأت هذه الجهات إلى استخدام الخطاب الطائفي لإثارة الفتن وبثّ الفوضى”.
وأضافت: “بعد التحقق، تبيّن أن عدداً كبيراً من الصور ومقاطع الفيديو التي يتم الترويج لها على أنها انتهاكات وقعت في الساحل السوري، إما مزيفة، أو قديمة، أو غير مرتبطة بسوريا على الإطلاق”.
ووفق الوزارة، فإنها تحرص على “التصدي لظاهرة الأخبار الكاذبة والتضليل الإعلامي عبر توضيح الحقائق للرأي العام، وإصدار البيانات الرسمية التي تكشف زيف هذه الادعاءات”، داعيةً “وسائل الإعلام والمواطنين إلى ضرورة تحرّي الدقة والاعتماد على المصادر الرسمية قبل نشر أو تداول أي خبر”. كما أشارت إلى أنها “تعمل على تعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية والمجتمع لمواجهة هذه الحملات المضللة وحماية استقرار المجتمع”.
وحثّت وزارة الإعلام جميع المواطنين على الاعتماد على المصادر الرسمية ووسائل الإعلام الموثوقة للحصول على المعلومات الدقيقة، والامتناع عن تداول الأخبار المشبوهة أو غير المؤكدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كذلك، دعت الوزارة الجميع إلى التحقق من صحة أي معلومة قبل نشرها، والتعامل بوعيٍ مع الحملات التضليلية التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، لما قد يترتب على ذلك من آثارٍ سلبية على المجتمع ككل.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية