«نبض الخليج»
تعاني محافظة القنيطرة هذا العام من نقص حاد في الهطول المطري، ما أدى إلى عدم جريان الأودية والمسيلات المائية، وهو أمر غير معتاد في مثل هذا الوقت من العام.
وانعكس ذلك سلباً على موارد المياه في سدود المحافظة، مما أدى إلى عجز مائي كبير يهدد الموسم الزراعي الشتوي والصيفي على حد سواء.
ومن جهته، صرّح مدير الموارد المائية في القنيطرة، المهندس بسام الشمالي، لصحيفة “الحرية” بأن الموارد السطحية في المحافظة تعتمد على ستة سدود رئيسية (المنطرة، كودنة، رويحينة، الرقاد، بريقة، والهجة)، والتي تصل سعتها التخزينية العظمى إلى نحو 80 مليون متر مكعب، في حين لا يتجاوز التخزين الحالي 25% من السعة القصوى، مما يعني وجود نقص حاد مقارنة بالمواسم السابقة.
وأشار الشمالي إلى أن كمية الأمطار الهاطلة حتى مطلع آذار الجاري كانت ضعيفة جداً، حيث سجلت في مركز القنيطرة 155 ملم مقارنةً بـ 520 ملم الموسم الماضي، بينما بلغت في حضر 370 ملم مقارنة بـ 1183 ملم العام الماضي، وفي نبع الصخر 111 ملم مقارنة بـ 387 ملم. أما في صيدا الجولان، فقد سُجل 135 ملم مقابل 450 ملم في الموسم السابق.
ورغم هذا التراجع، أشار الشمالي إلى أن هناك فرصة لتعويض النقص خلال شهري آذار ونيسان اللذين يشهدان عادةً هطولات غزيرة قد تساهم في تحسين الوضع المائي.
انعكاسات خطيرة على الزراعة
بدوره، أوضح مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في القنيطرة، المهندس جمال العلي، أن تأخر الهطولات المطرية أثر بشكل كبير على زراعة المحاصيل الشتوية، وخاصة القمح والشعير. فقد بلغت المساحة المزروعة بمحصول القمح هذا الموسم 600 هكتار فقط، منها 200 هكتار مروي و400 هكتار بعلي، وهو رقم أقل بكثير من الموسم الماضي.
وأشار العلي إلى أن انخفاض مستويات التخزين في السدود يهدد الزراعات المروية، خاصة في ظل الحاجة إلى الريات التكميلية، كما أن الزراعات الصيفية قد تواجه تحديات كبيرة بسبب نقص المياه، مما قد يؤدي إلى خروج مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية عن الإنتاج.
إجراءات الصيانة مستمرة
أكد الشمالي أن أعمال صيانة السدود مستمرة بشكل دوري، وتشمل تنظيف وتعزيل أقنية الري المكشوفة وإصلاح مفرغات السدود، إضافة إلى صيانة شبكات الري الحكومية لضمان استخدامها بأقصى كفاءة ممكنة في ظل الظروف الحالية.
أزمة تهدد الأمن الغذائي
في ظل استمرار تأخر الأمطار وانخفاض منسوب المياه في السدود، يواجه القطاع الزراعي في القنيطرة تحديات غير مسبوقة، مما قد ينعكس على توفر المنتجات الزراعية وارتفاع تكاليفها، ما لم يتم إيجاد حلول فعالة لمواجهة هذه الأزمة المائية الخطيرة.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية