«نبض الخليج»
كشفت مصادر دبلوماسية واستخبارية أميركية وسورية وإقليمية أن الولايات المتحدة الأميركية لعبت دوراً محورياً في اتفاق “قوات سوريا الديمقراطية” مع الحكومة السورية، فيما ذكر مسؤولون أميركيون أن وزارة الدفاع الأميركية بدأت بوضع خطط لانسحاب محتمل من سوريا في حال صدرت الأوامر بذلك.
ونقلت وكالة “رويترز” عن ستة مصادر قولها إن الولايات المتحدة الأميركية شجعت حلفاءها الأكراد السوريين على التوصل إلى اتفاق تاريخي مع الحكومة السورية، في اتفاق قد يمنع مزيدا من الصراع في شمالي سوريا.
وقالت ثلاثة مصادر إن قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، سافر إلى دمشق لحضور توقيع الاتفاق، مع الرئيس السوري، أحمد الشرع، على متن طائرة عسكرية أميركية.
وذكر ثلاثة مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة شجعت “قوات سوريا الديمقراطية” على التحرك نحو اتفاق لحل وضعها في سوريا الجديدة، وهي محور المحادثات متعددة المسارات التي بدأت بعد الإطاحة برئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، في كانون الأول الماضي.
وقال مصدر استخباري إقليمي كبير إن “الولايات المتحدة لعبت دورا حاسما للغاية”، في حين أشارت أربعة مصادر، من بينها مصدر مقرب من الحكومة السورية، إلى أن “العنف الطائفي كان له دور في تأخير التوصل إلى الاتفاق”.
وتوقع المصدر الاستخباري ودبلوماسي آخر مقيم في دمشق أن يخفف الاتفاق الضغط العسكري التركي على “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب “العمال الكردستاني”، رغم أنها رحّبت بالاتفاق.
وأكد مسؤول في الحكومة السورية لـ “رويترز” أن الرئاسة “ستعمل على معالجة القضايا العالقة بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا”.
البنتاغون بدأ بوضع خطط للانسحاب
من جانب آخر، قال مسؤولون أميركيون لـ “رويترز” إن وزارة الدفاع الأميركية بدأت في وضع خطط لانسحاب محتمل من سوريا، إذا ما صدر أمر بذلك، وذلك قبل اتخاذ أي قرارات سياسية بشأن سوريا.
ومع ذلك، قال مسؤول دفاعي أميركي للوكالة إنه “لا توجد أي مؤشرات على أن الانسحاب وشيك”.
وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي أن قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، ساعد في دفع “قوات سوريا الديمقراطية” نحو الاتفاق، لكن الاتفاق يتحرك بالفعل إلى الأمام.
وقال المسؤول الدفاعي الأميركي إن “التفكير في الإدارة الأميركية هو أن قوات سوريا الديمقراطية من غير المرجح أن تحتفظ بأراضيها على المدى الطويل، إذا واجهت ضغوطاً من تركيا والحكومة السورية الجديدة مجتمعتين”.
ونقلت “رويترز” عن آرون لوند، من في مركز “سينشري إنترناشونال”، وهو مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة، قوله إن “الولايات المتحدة تبحث عن سبل للانسحاب من سوريا دون فوضى أو عواقب وخيمة، وأفضل سبيل لتحقيق ذلك هو التوصل إلى اتفاق بين الفصائل السورية”.
وأوضح لوند أن “التسليم التفاوضي أمر منطقي بالنسبة للولايات المتحدة”، مشيراً إلى أنه “الخيار الأمثل لواشنطن لتجنب الصراع بين القوات التي يقودها الأكراد والحكومة الجديدة في دمشق، ولمنع أي هجوم تركي عبر الحدود”.
ورغم أن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، رحب بالاتفاق، رفض الجيش الأميركي التعليق على جميع جوانب الاتفاق، بما في ذلك أي دور ربما لعبه في تشجيع المحادثات، أو ما إذا كان قد قدم وسائل النقل إلى عبدي للوصول إلى دمشق.
وأكد الدبلوماسي التركي السابق والخبير في الشؤون السورية، إردم أوزان، أن الاتفاق يفيد الطرفين، مشيراً إلى أن “الشرع يكتسب مساحةً سياسيةً للتنفس بعد الاضطرابات الأخيرة في المنطقة الساحلية، في حين تتجنب قوات سوريا الديمقراطية الصدام المباشر مع تركيا، في وقتٍ لا تزال فيه السياسة الأميركية تجاه سوريا غامضة”.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية