«نبض الخليج»
تجمهر الآلاف في ساحة “السبع بحرات” في مدينة إدلب، ظهر اليوم السبت، في مظاهرة احتفالية في الذكرى الرابعة عشرة لانطلاق الثورة السورية، التي تعد الأولى بعد سقوط نظام الأسد في سوريا.
وأقبل سوريون من مختلف المناطق السورية إلى الساحة التي شهدت خلال السنوات القليلة الماضية، الاحتفالية المركزية في ذكرى الثورة، وجمعتِ السوريين من مختلف المناطق، وكانت محطة التظاهر الأكبر قبل تحرير سوريا وسقوط النظام، في ذكرى يصفها السوريون بـ”الاستثنائية”.
وحضر الاحتفال فعاليات رسمية من محافظة إدلب وثورية وعسكرية، إلى جانب حشدٍ لافت من سكان المحافظة، مهجّرين ومقيمين، وآخرين قدموا من المحافظات الأخرى للمشاركة في الساحة ذات الرمزية.
ويأتي احتفال السوريين متصلاً مع حالة احتفالية بدأت منذ الثامن من كانون الأول، بهروب بشار الأسد وسقوط نظامه، وتحرّر البلاد بعد 50 عاماً من الاستبداد.
ويعكس تحرير المحافظات الأخرى ملامحه على مظاهرة إدلب التي قلّت أعدادها مقارنةً بالسنوات السابقة، بعد عودة كثير من السوريين إلى مدنهم في باقي المناطق السورية، إلا أن الاحتفالية تلقى تفاعلاً واسعاً من جمهور الثورة باعتبارها المكان الذي جمعهم في هذه المناسبة لسنوات.
“التظاهر في إدلب.. مشاعر مختلطة”
وسط حشد شبابي، وقف يحيى السيد عيسى، على طرف الاحتفال يحاول أن يتذكر المزيد من سكان مدينته التي تركها قبل نحو 10 سنوات وتأمل وجوههم التي غيّرها الزمن.
عاد “السيد عيسى” إلى مدينة إدلب قادماً من ألمانيا، ويقول إنه “يعيش مشاعر مختلطة تجمع بين صدمة العودة بعد إحباط طويل، والحنين إلى كل مكان في مدينتي ـ إدلب ـ وانتصار الثورة، وأخيراً المشاركة بين أهلي السوريين في ذكرى انطلاقة الثورة السورية تزامناً مع انتصارها”.
ويضيف لموقع تلفزيون سوريا: “قبل أشهر قليلة كنت قد فقدت الأمل من العودة إلى سوريا، كل المعطيات تقول إن العودة بعيدة، والظرف الأمني والمعيشي يزداد صعوبة ومشقة، لم أصدّق أن العودة اقتربت بعد سقوط النظام، وأصبحت حقيقة قبل 15 يوماً مع عودتي إلى إدلب”.
كان يحيى مثل كثير من السوريين يحيون ذكرى انطلاقة الثورة من بلاد المنفى، لكن التحرير على حد تعبيره “أعطاني الفرصة أن أحتفل بين أهلي من جديد، من الساحة التي تركتها قبل نحو 10 سنوات”.
ولا يختلف الحال لدى سامح الواحدي ـ الذي عاد من تركيا بعد رحلة تهجير استمرت نحو 9 سنوات ـ هو أيضاً يشارك في احتفالية الذكرى في بلاده بعد طولِ بعد وفراق.
يقول لموقع تلفزيون سوريا: “تركت هذه المدينة صغيراً، المدينة التي دفعت الثمن غالياً بعد أن صب نظام الأسد إجرامه عليها، غبت طويلاً في تركيا وعدت اليوم مع عائلتي لأحتفل في ذكرى الثورة في بلدي وبين أهلي”.
جدارية صور الشهداء
على صفيحة بيضاء معلّقة على جدار مبنى حكومي، كان نور عز الدين، حريصاً أن يجمع صور 12 شهيداً من عائلته المنحدرة من بلدة دركوش بريف إدلب الغربي، قضوا خلال الثورة بالمعارك مع قوات النظام المخلوع وبقصف طائراته ومدفعيته.
يقول “عز الدين” لموقع تلفزيون سوريا: “لفتة مميزة أن تسنح لنا الفرصة في تعليق صور شهدائنا في ذكرى استثنائية مثل ذكرى الثورة السورية في انتصارها العظيم، بعد تضحيات هؤلاء الشهداء حتى نصل لهذا اليوم”.
الجدارية التي خصصها القائمون على حفل ذكرى الثورة، جمعت أعداداً من ضحايا المواجهات العسكرية مع قوات النظام المخلوع، وضحايا القصف المروحي والجوي، وكذلك المدفعي والصاروخي.
“إنها الفرصة المواتية لنقول لهم إن دمكم لم يذهب هدراً”، يقول عارف الشبيب، خلال تعليق صور والده وأخيه وخاله وثلاثة من أبناء عمه، الشهداء الذين قضوا خلال المعارك والقصف على منطقة جنوبي إدلب.
“الشبيب” المنحدر من قرية “حنتوتين” بريف إدلب الجنوبي، يضيف لموقع تلفزيون سوريا: “هم قدموا دماءهم واستشهدوا فقط للوصول لهذه اللحظة التي نعيشها اليوم.. الحمد لله على كل حال”.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية