جدول المحتويات
«نبض الخليج»
صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، عدوانها على قطاع غزة بشن غارات جوية مكثفة استهدفت مختلف المناطق، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى، في أعنف هجوم منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطرية ومصرية وأميركية في كانون الثاني الماضي، ويأتي هذا التصعيد في ظل أوضاع إنسانية ومعيشية بالغة الصعوبة، مع تفاقم أزمة الوقود في جميع محافظات القطاع نتيجة استمرار إغلاق المعابر من قبل الاحتلال.
وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة ارتفاع عدد ضحايا المجازر التي ترتكبها إسرائيل والذين وصلوا المستشفيات منذ فجر الثلاثاء إلى 404 قتلى و562 إصابة.
وأكدت الوزارة وجود “عدد من الضحايا تحت الركام وجاري العمل على انتشالهم”.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، متسبباً في سقوط أكثر من 160 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
جيش الاحتلال يطلق عملية “العزة السيف”
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، ظهر الثلاثاء، إنه أطلق رسمياً عملية عسكرية في قطاع غزة تحت اسم “العزة السيف”، مدعياً أنها تستهدف حركة “حماس”.
أفاد بذلك متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منشور مقتضب بمنصة “إكس” قال فيه: “اسم العملية التي بدأت الليلة الماضية ضد أوكار حماس، العزة والسيف، حماس تحت القصف”.
نتنياهو يعقد مشاورات مع مسؤولين أمنيين
وبدأ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، جلسة مشاورات أمنية في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن كبار المسؤولين الأمنيين يشاركون في المشاورات الجارية، من دون مزيد من التفاصيل.
واشنطن على علم مسبق بالتصعيد الإسرائيلي في غزة
أكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الاحتلال الإسرائيلي نسّق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الغارات التي شنها على قطاع غزة، الثلاثاء.
وقالت ليفيت، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”: “تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة”.
يأتي ذلك بعدما وجّه ترامب تحذيراً علنياً، مستخدماً لهجة تصعيدية، حيث قال إن على حركة “حماس” إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة، وإلا “فستفتح أبواب الجحيم على مصراعيها”.
ما أسباب انهيار الهدنة؟
وبنهاية 1 آذار 2025، انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوماً من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” وإسرائيل، بدأ في 19 كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتنصل نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
في المقابل، تؤكد “حماس” التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فوراً في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحاباً إسرائيلياً من القطاع ووقفاً كاملاً للحرب.
مصر تطلب من قيادة “حماس” الحضور إلى القاهرة في أسرع وقت
أفادت صحيفة “العربي الجديد”، نقلاً عن مصدر مصري، بأن مسؤولي جهاز المخابرات العامة وجهواً دعوة عاجلة لوفد حركة “حماس” لزيارة القاهرة، بهدف مناقشة سبل وقف العدوان على قطاع غزة واستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.
وقال المصدر إن الوسطاء تعرضوا لعملية تضليل من جانب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي مارس عملية خداع خلال اليومين الماضيين، بعدما أرسل وفدين للتفاوض إلى كل من القاهرة والدوحة للإيحاء بالجدية في التفاوض والتجاوب مع المقترحات المطروحة لاستئناف المفاوضات.
واعتبر المصدر المصري أن عملية الخداع التي مارسها نتنياهو كانت تستهدف أيضاً الشارع الإسرائيلي وأُسر الأسرى، عبر نقل رسائل بتجاوبه مع جهود الوساطة من أجل تحرير أبنائهم، في الوقت الذي كان يخطط فيه لاستئناف الحرب لأهداف سياسية ولإرضاء اليمين المتطرف للحفاظ على تحالفه.
أهالي الأسرى الإسرائيليين يدعون للتظاهر
ووجهت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة دعوة للتظاهر بالقدس الغربية، مساء الثلاثاء، للاحتجاج على تخلي الحكومة عن ذويهم من خلال استئناف الحرب على قطاع غزة.
وقالت العائلات في بيان: “بعد قرار الحكومة الإسرائيلية التضحية بالرهائن الـ59، تتجه عائلات الرهائن الآن إلى القدس وتدعو شعب إسرائيل للانضمام إليها”.
وأضافت: “لا شيء أكثر إلحاحاً من هذا! الضغط العسكري سيؤدي إلى قتل الرهائن الأحياء واختفاء الأموات”.
حركة نزوح من بيت حانون شمالي قطاع غزة
وشهدت بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، صباح الثلاثاء، حركة نزوح جماعية للفلسطينيين باتجاه مدينة جباليا المجاورة بحثاً عن ملاذ آمن.
يأتي ذلك وسط مخاوف من تصاعد سيناريوهات الدمار والقتل، مع إنذار الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بإخلاء فوري لبيت حانون، وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة جنوب القطاع.
تنديد عربي دولي بالعدوان الإسرائيلي
توالت التصريحات المنددة بتجدد العدوان الإسرائيلي على غزة، وطالبت دول عدة بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين في القطاع.
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتدخل دولي “عاجل” لوقف جريمة الإبادة وتهجير الشعب الفلسطيني التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى احترام وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً أنه “صُدم” بوقوع مئات المدنيين الفلسطينيين في الغارات الجوية الإسرائيلية.
وأعربت المملكة العربية السعودية عن “استنكارها بأشد العبارات لاستئناف قوات الاحتلال الإسرائيلية العدوان على قطاع غزة وقصفها المباشر على مناطق مأهولة بالمدنيين العزل، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني”.
وطالبت أستراليا بالالتزام بشروط اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة على ضرورة حماية المدنيين وأن تتصرف الأطراف وفقا للقانون الإنساني الدولي.
وأدانت مصر بأشد العبارات استئناف إسرائيل الحرب على قطاع غزة، معتبرة ذلك “انتهاكاً صارخاً” لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقالت تركيا إن إسرائيل تتحدى الإنسانية بأبشع انتهاك للقانون الدولي والقيم العالمية من خلال استئناف هجماتها على قطاع غزة الفلسطيني، في مرحلة جديدة من الإبادة الجماعية، مؤكدة أنه من غير المقبول أن تتسبب إسرائيل في دوامة عنف جديدة بالمنطقة.
ودعا رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، المجتمع الدولي إلى وقف “التوحش” الإسرائيلي بقطاع غزة، معتبراً بأن ما تقوم به ضد الفلسطينيين “حرب على الإنسانية”.
كما دعا نائب رئيس الوزراء الإيرلندي ووزير الخارجية والدفاع سيمون هاريس، إسرائيل إلى وقف هجماتها على القطاع، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، مضيفاً أنه “على جميع الأطراف احترام اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”.
وأعرب الكرملين عن قلقه إزاء سقوط عدد كبير من المدنيين بعد غارات جوية شنتها إسرائيل على غزة، وعبر عن أمله في العودة إلى السلام.
تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية.. قتلى واعتقالات واسعة
وصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، من عملياته العسكرية في الضفة الغربية، ما أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحامه مدينة قلقيلية ومناطق شمالي الضفة. كما وسّع عدوانه بإعادة اقتحام الحي الشرقي في جنين، وسط مواجهات عنيفة.
وفي سياق متصل، نفّذ جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة، طالت 40 فلسطينياً، بينهم أشقاء وأسرى محررون، وذلك خلال مداهمات متفرقة في مناطق مختلفة من الضفة المحتلة، منذ مساء الإثنين وحتى صباح الثلاثاء.
وتستمر إسرائيل بهجومها العسكري على محافظتي جنين وطولكرم شمالي الضفة منذ أسابيع، تخلله عمليات “اعتقال وتحقيق ميداني ممنهج طال عشرات العائلات، إضافة إلى اعتقال مواطنين رهائن، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية”، بحسب البيان ذاته.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية